سلطان عمان يوجه بإنشاء محمية طبيعية في "ظفار"

محمية طبيعة
محمية طبيعة


أصدر السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مرسوماً سلطانياً سامياً بإنشاء محمية طبيعية باسم "خور خرفوت الأثري" في محافظة ظفار العُمانية، وكلَّف رئيس هيئة البيئة بالسلطنة بإصدار اللوائح والقرارات المنفذة لهذا المرسوم بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، على أن تتضمن طريقة إدارة المحمية، والقواعد المنظمة لدخول الجمهور والرسوم المقررة وأوقات الوجود فيها والأنشطة المسموح بممارستها وكذلك المحظورة، إلى جانب الجزاءات الإدارية المناسبة في كل حالة.

وتقع محمية "خور خرفوت الأثري"، بين ولايتي رخيوت وضلكوت بمحافظة ظفار على ساحل بحر العرب، وتبلغ مساحة المحمية (143.4 كم2)، وهي ضمن النطاق الجغرافي الجبلي بمحافظة ظفار، الذي يتأثر بالأمطار الموسمية السنوية (الخريف) ويسود فيها المناخ شبه الاستوائي.

ويتميز الموقع بصيف معتدل تتراوح فيه درجة الحرارة العظمى بين 34-14 درجة مئوية، وشتاء قصير بارد نسبياً يقترب فيه معدل درجة الحرارة الصغرى من 14 درجة مئوية، وتهطل عليها أمطار إعصارية غير منتظمة وقد تزداد بفعل تغير المناخ والأنواء المناخية.

وتتشكل معظم طوبوغرافية المحمية من مناطق جبلية عند المنحدرات الشمالية لوادي صيق، وهي على شكل أخاديد ومنحدرات وجروف صخرية شديدة الانحدار، وقد ساعد هذا التباين في الطوبوغرافيا على تنوع بيئات المحمية فهناك بيئة الجبال، وبيئة الغابات، وبيئة الوديان، وبيئة المناطق الساحلية، وبيئة المناطق شبه الصحراوية.

كما تشمل الأراضي الشمالية والشمالية الغربية للمحمية، أراضي صحراوية وصخرية حصوية تنحدر بشكل تدريجي نحو الجنوب الشرقي، حيث إن مادة الأصل من الصخور الرسوبية تتألف بشكل أساسي من صخور الحجر الجيري مع بروز قليل للصخور النارية في بعض المواقع، وتُصنف التربة في شمال المحمية بغير المتطورة (Entisols)، الحصوية الضحلة (Orthents) مع سيادة لنوع (Lithic Torriorthents)، الذي يفتقر للعناصر العضوية وتزداد فيه نسبة كربونات الكالسيوم.

وأوضحت نتائج الدراسات والمسوحات الميدانية، وجود (20) نوعاً من الثدييات و(193) نوعاً من الطيور و(20) نوعاً من الزواحف و(183) نوعاً من النباتات، بالإضافة إلى مئات الأنواع من اللافقاريات مثل الحشرات والعناكب وغيرها.

ويتسم شاطئ المحمية الطبيعية العُمانية – والذي يُطل على بحر العرب ويتصل بخور خرفوت الأثري - بخليج مائي جميل وخلاب، يُشكل موئلااً استثنائياً لاستقطاب الطيور المهاجرة، ووجهة مهمة لهواة التنزه والاستجمام، ومشاهدة السلاحف المائية والدلافين، وكذلك صيد الأسماك.

واشتهرت محمية خور خرفوت الأثري، كموطن لأجود أشجار الرعي، بالإضافة لتوفر مصادر المياه، ويُعتقد أن الخور استُخدِم كميناء قديم لتصدير "اللُبان"، كما توجد عدد من الشواهد والآثار التي ربما تحكي الدور التاريخي والثقافي لهذه المنطقة التي لم تتم دراستها بعد.

كما تُشكل الجبال الشاهقة والوديان السحيقة مناطق إلهام لكثير من هواة الرحلات الخلوية وسياحة المغامرات، ويُشكل التنوع الحيوي الفريد في المحمية أحد المعالم الثقافية والجمالية المتمثل في الحيوانات البرية والطيور والأشجار البرية النادرة.

ويقوم سكان ولايتي ضلكوت ورخيوت برعي المواشي في الموقع وجمع العسل من المناطق الجبلية المُغطاة بغابات كثيفة، بالإضافة إلى صيد الأسماك من المنطقة الساحلية، ويُستخدم الموقع من قِبل هواة الرحلات الخلوية لا سيما في الأجزاء الجنوبية، ويفد للموقع عدد من السياح وخاصة محبي السياحة الثقافية والبيئية (مراقبة الطيور) بشكل منتظم سنوياً.

ترشيحاتنا